يواجه الكثيرين بعض المشاكل في الإدارة المالية وتنظيم معدل الإنفاق في الأسرة، مما قد يؤدي بهم الأمر إلى حدوث أزمات مالية ناتجة عن سوء الإدارة المالية، بل قد يتطور الأمر لدرجة قد تصل بالشخص إلى الإفلاس أو الإستدانه والرهن، وهو ما يصبح له مردود سلبي على حياة كافة أفراد الأسرة. لهذا سوف نذكر في هذا الموضوع أهم 10 قواعد تساعدك في إدارة وتنظيم أموالك بطريقة ذكية تحقق لك الضمان المالي سواء في الوقت الحالي أو في المستقبل. الاستراتيجيات الماليّة لإدارة الأموال الشخصية:
الاستراتيجية الأولى: حدد ميزانيتك
حتى يمكنك بسهولة أن تدير مالك بطريقة مبسطة، يجب أن يكون لديك خطة ثابتة كل شهر، تقوم فيها بحساب دخلك المالي، وحساب إجمالي نفقاتك الثابتة، والتي تشمل عادة فواتير الكهرباء والغاز وأقساط التأمين وتكلفة المواصلات وغيره، ومن بعد ذلك تقوم بخصم إجمالي هذه المصروفات من إجمالي دخلك، وما يتبقى من اجمالي الدخل الخاص بك يمكنك ادخاره. حاول قدر المستطاع الالتزام بهذه الخطة الشهرية أو الميزانية، وتعديل معدل إنفاقك حتى لا يتجاوز إجمالي دخلك، بل إحرص دائماً على أن يكون هناك فائض لديك.
الاستراتيجية الثانية: الضروريات لها الأولوية
عندما تكون مدير جيد لأموال أسرتك، يجب أن تضع الاحتياجات الضرورية في أولويات حساباتك، ودائماً تضعها قبل رغباتك، فمن منا لا يحب أن يشتري هاتف حديث أو ساعة موديل حديث أو حتى ملابس فخمة، هذه تسمى رغبات يمكن الإبقاء عليها في وقت يكون لديك فائض في ميزانيتك، أما الأمور الضرورية هى كل ما يلزم لتسيير أمور الحياة من طعام وشراب وملابس عادية، وتكاليف دراسة وجامعات ورعاية صحية وإيجار، ومال إلى ذلك من أمور لا يمكن التأخير فيه.
الاستراتيجية الثالثة: الاقتصاد في الضروري
أشرنا سابقاً أن الإدارة المالية الناجحة تضع الضروريات قبل الرغبات، هذه القاعدة مبنية عليها، وهى الاقتصاد في الضروري أيضاً، بمعنى أن ليس كل الأكل يمكننا الإنفاق عليه وضروري، على سبيل المثال يمكننا الاقتصاد في شراء الوجبات الجاهزة أو السريعة، أو العصائر المحفوظة أو حتى الإقتصاد في شراء الملابس باهظة الثمن، من المؤكد أن الاقتصاد صفة جيدة جداً يجب أن نراعيها في كل نفقاتنا، حتى يمكننا أن نحقق التوازن بدرجة كبيرة في ميزانيتنا.
الاستراتيجية الرابعة: لا تطلب قروض
القروض تعتبر نوع من أنواع الديون، والتي يمكن أن تستنزف ميزانيتك دون أن تدري، فأنت سوف تكون مطالب بدفع أقساط شهرية لفترات طويلة، وبالتالي سوف تواجه صعوبات كبيرة في موازنة نفقاتك في ميزانيتك، قد يساهم القرض في حل مشكلة ما في وقت ما، ولكن آثاره سوف تستمر معاك طويلاً، بالإضافة إلى الفوائد التي تكون على القرض، كل هذا سوف ينهي على دخلك. تجنب الحصول على قروض تماماً.
الاستراتيجية الخامسة: احتياطي للطوارئ
لا أحد بعيداً عن الظروف الطارئة التي قد تحدث بين ليلة وضحاها، مثل التعرض لحوادث أو فقدان العمل أو السفر أو المرض، وحتى يمكنك أن تتجاوز هذه المحن الغير متوقعة، لابد أن يكون لديك مبلغ من المال قمت مسبقاً بتوفيره لتلك الظروف الطارئة، ولتجاوز هذه الظروف يمكنك أن تقوم باستقطاع مبلغ مالي صغير كل شهر وادخاره في صندوق خاص أو حتى في حساب بالبنك، أو ربما في أشياء ثمينة مثل مشغولات ذهبية، بحيث يمكنك التصرف فيها وقت الحاجة. لهذا لا تهمل صندوق الطوارئ.
الاستراتيجية السادسة: أهداف محددة
حتى تكون مدير جيد لميزانيتك، يجب أن تحدد لنفسك أهداف ونقاط واضحة تلتزم بها في خطتك المالية، والأفضل أن تسجل هذه الأهداف حتى لا تنساها، ومن هذه الأهداف مثلاً توفير مبلغ لتجديد ديكورات المنزل أو تجديد قطع الأثاث أو حتى لقضاء اجازة، أو صيانة السيارة وغيره، لتحقيق هذه الأهداف يمكنك أن تلتزم بخطة محددة من حلال تنظيم ميزانيتك وادخار مبلغ شهري بحسب المتاح لك من الميزانية بعيداً عن نفقاتك الضرورية، وقتها يمكنك أن تحقق هذه الأهداف بدون أن تشعر بعبء على ميزانيتك.
الاستراتيجية السابعة: تصرف مع أموالك كأنك مفلس
من أشهر الأخطاء الذي يقع فيه الكثيرين أنهم يتصرفون وينفقون كأنهم من أصحاب الدخول العالية، في حين أن دخولهم متوسطة أو أقل، وهذا يتسبب لهم في أزمات مالية كبيرة جداً، أنت لا تتصرف كذلك إذا كنت ترغب في إدارة أمولك بطريقة سليمة، كل ما عليك هو أن لا تنفق مالك لتتظاهر أو تتفاخر، وإبتعد عن الاستهلاك المفرط والتبذير.
الاستراتيجية الثامنة: ادخر بعض المال من أجل الاستثمار
تنمية المال من خلال استثماره يعتبر من أهم أهداف المدير الجيد لميزانيته، فليس معنى إدارة الميزانية أن تضبط معدل النفقات بما يوازن قيمة دخلك، الأفضل أن تتضمن بند لاستثمار المال وزيادته، والذي يمكن بعد فترة أن يؤتي بثماره ويحقق لك نسبة عائد جيدة، والتي يمكنك أن تأخذ جزء من هذا العائد لدعم ميزانيتك واستثمار الباقي لزيادة رأس المال المستثمر، وقد يكون استثمارك في مشروعات بسيطة بحسب امكانياتك المالية، بما لا يؤثر على قدرتك على قيامك بمسؤولياتك.
الاستراتيجية التاسعة: ضع خطة للمستقبل
لا تنسى عند قيامك بوضع ميزانيتك المالية، أن تضع خطة لمستقبلك، سواء للطوارئ أو بلوغك سن التقاعد عن العمل أو حتى عدم القدرة على العمل بسبب ظروف صحية طارئة، أو حتى بهدف تنويع مصدر الدخل المالي، من خلال الاشتراك في نظام تأميني مناسب، كل هذه الخطط من شأنها أن تحقق لك التوازن المادي في المستقبل بالرغم من تغير الظروف.
بعد تحديد الاستراتيجيات الماليّة لإدارة الأموال الشخصية نريد ان نذكرك يا عزيزي بأن لا تبخل في العطاء والمساعدة في الوقت الذي ننصح فيه دائما بالاقتصاد في معدل الإنفاق، إلا أن ذلك ليس معناه أن نتعامل بحذر وبخل شديد مع أنفسنا ومن هم حولنا (عائلتنا). كوّن الشخص يتعامل مع ميزانيته بتوازن ومعقولية، حتى يمكنه توفير مال لتأمين الاحتياجات الضرورية في المستقبل، هذا لا يمنع أن نقدم المساعدة المالية الآخرين الأكثر إحتياجاً، من اجل التضامن الاجتماعي والشعور بالمسؤولية ناحية الآخرين، وبالطبع هذا يجعل الفرد يشعر بالراحة النفسية والرضا. وفي هذا السياق، يمكنك مراجعة مقالنا الآخيرعن الاستراتيجيات الماليّة التي يجب اتخاذها لمُساعدة مُدمني القمار في حالة كنت تعرف صديق أو فرد من أفراد اسرتك يحتاج الى مساعدتك.
وفي الإخير؛ الاستراتيجيات الماليّة لإدارة الأموال الشخصية بسيطة جدا في الشرح والتفسير، ولكنها تحتاج إلى مهارة حقيقية ومرونة تمتاز بالحكمة حتي يستطيع الشخص تطبيقها بشكل صحيح دون ان يكون يميل إلى التشدد او ينحرف نحو التهاون.