في عالمنا المُعاصر، هناك القليل من الأنشطة الترفيهية التي يُمكن للأشخاص البالغين القيام بها للحصول على مشاعر التحدي والإثارة والمُتعة ومن بين أكثر الأنشطة التي نجد أنفسنا نقوم بها كلما أتملكنا بعض الوقت هي ألعاب الكازينو والمراهنات الرياضية.
في الحقيقة فإن توجهاتنا نحو هذه الألعاب تختلف من شخصٍ إلى آخر؛ على سبيل المثال، فهناك بعض اللاعبين الذين يجدوا في هذه الألعاب طريقًا للحصول على إندفاعات الأدرينالين ومشاعر الإثارة وهم يلعبون في حدود ميزانياتهم ولديهم قدرة على إدارة الأموال الشخصية وإذا حققوا أرباحًا فهم يستخدمونها في اللعب لتوفير الاستهلاك الخاص في النفقات. بينما هناك نوع آخر من اللاعبين الذين يندفعون نحو ألعاب الكازينو والمراهنات الرياضية رغبةً في الحصول على الأموال أو “الكثير من الأموال”! وكثير من اللاعبين الذين ينتمون إلى هذا النوع يسقطون في فخ الإدمان وهو ما يتسبب لهم في مشاكل اجتماعيّة وماليّة لا حصر لها. ووفقًا للمجلس الوطني الأمريكي المُختص بمُشكلات المُقامرة (NCPG) فإن أكثر من 2 مليون أمريكي (0.6% من الأمريكيين) مؤهلين لأن يكونوا مُدمنين على القمار.
السبب الفسيولوجي وراء حدوث ذلك الإدمان، هو أن المُخ يُطلق هرمون الأندروفين حينما يُحقق اللاعب فوزًا وبالتالي فإنه يشعر بسعادة غامرة ورضا شديد عن نفس ثم يبدأ هذا الشعور في التلاشي ليعود اللاعب مرةً أخرى إلى حالته الطبيعية وبالتالي فإنه يسعى إلى تجربته مرة أخرى من خلال إعادة اللعب والرهان بالمزيد من الأموال. الخطر الأكبر هنا هو أن مُدمني القمار لا يعرفون أنهم مُدمنين بالفعل! وبالتالي فإن هذا الإدمان ينمو ويطغى على تصرفات الإنسان وحياته وهو لا يدري وهو أمر يُمكن أن يكون له تأثيرات كبيرة وطويلة المدى عليك وعلى أسرتك وفي هذا المقال سنُقدم إليك بعضًا من الطرق التي يُمكنك من خلالها حماية نفسك ومُساعدة أصدقائك الذين وقعوا في فخ إدمان القمار وسنُخبرك أيضًا كيفية إدارة الأموال الشخصية.
التكاليف المالية لإدمان القمار
وفقًا لموقع حلال كازينو، الذي يقدم مراجعات كازينو اون لاين حيادية وموضوعية، فإن الكازينوهات تُحقق الأموال من خلال نسبة حد الكازينو (افضلية الكازينو) في تقديم ألعاب الكازينو اون لاين. فقد تم تصميم كافّة الخدمات التي يُقدمها الكازينو اون لاين بحيث تُدِرّ عليه أرباحًا ثابتة على المدى الطويل. على سبيل المثال، فإن الكازينو يُمكنه ان يُقدِّم لعبة سلوتس تقدم أرباحًا للاعبين بنسبة 95% وبالتالي فإن الكازينو سيُحقق نسبة 5% من هذه اللعبة على المدى الطويل بغض النظر عن قيمة أرباحك أو خسائرك التي سوف تُحققها في الدورة الواحدة أو جلسة اللعب. يمكنك هنا مطالعة المقال الكامل على موقع كازينو حلال: كيف تحصل الكازينوهات على الأموال.
بالتالي فإن المُدمنين الذين يحلمون بتحقيق “الفوز الموعود” الذي يُعوِّض خسائرهم ويمنحهم فوقها أرباحًا هم واهمين! لأن الكازينو هو الذي يربح على المدى الطويل، أما على المدى القصير فللاعبين فرصًا مُتساوية أمام الكازينو في تحقيق الأرباح، ما يعني أن اللاعبين الأكثر ذهابًا للكازينو هم الأكثر تحقيقًا للخسائر فيه، أما اللاعبين الأقل ذهابًا إليه فهم الأقل تحقيقًا للخسائر وبتجاهل هذه الحقيقة فإن المُقامرين يسقطون في إدمان القمار وتبدأ الديون في التراكم عليهم. ووفقًا لموقع Debt.org، فإن 23 مليون أمريكي يستدينون بسبب القمار ويُقدَّر متوسط خسائرهم بنحو 55،000 دولار وهم قد يميلوا إلى إخفاء ديونهم عن عائلاتهم وأصدقائهم، مما يؤدي بهم إلى الدخول في حلقة مُفرغة من الديون بحيث يستدينوا لتسديد ديونهم.
آثار إدمان القمار على الحالة الاقتصادية للفرد
يمكن أن يكون للديون الكبيرة الناتجة عن إدمان القمار تأثير خطير على الحالة الاقتصادية للمُدمن، حيث أن استهلاك الائتمان وتفويت مواعيد سداد أقساط الديون والإستدانة الدائمة هو أمر مؤذي بكل تأكيد للحالة الاقتصادية وسُمعة المُدمن.
إدارة الأموال الشخصية: كيف يُمكنني حماية أموالي من أضرار المقامرة؟
إذا كُنت تعرف شخصًا مُدمنًا على القمار، فأول شيء يجب عليك فعله هو إعلام هذا الشخص بمُشكلته وبأن هذه المُشكلة لها حلًا ويجب البدء في مُعالجتها فورًا؛ حيث أن المُقامرين الذين لا يعرفون بأنهم مُدمنين قد يشعرون باليأس حينما تواجههم بهذه الحقيقة وهو أمر يُمكنه أن يدفعهم إلى المزيد من المُقامرة. لهذا عليك أن تُعرفهُ بالمُشكلة وسُبُل العلاج في آنٍ معًا بحيث ينصرف تفكيره إلى مُحاولة إيجاد حلًا بدلًا من أن يُفكر في الهروب من مواجهتك.
هناك العديد من برامج العلاج السريرية والبرامج الجماعية مثل (Gamblers Anonymous) والهيئات المُستقلة غير الهادفة للربح مثل (Be Gamble Aware) والجمعيات المحليّة. كل هذه الجهات يُمكنها مُساعدة مُدمني القمار وتقديم الدعم لهم للتعافي. يُمكن أن يستغرق العلاج وقتًا وجُهدًا كبيرًا ولك خلال هذه المُدّة يجب عليك أن تفعل كل ما بوسعك لضمان الأمان المالي لعائلتك. كما يمكن ايضاً التوجه الى موقع الكازينو وطلب توقيف الحساب.
بمجرد أن تكون قادرًا على اتخاذ تلك الخطوات الضرورية، يمكنك البدء في التخطيط ووضع إستراتيجيات مالية لكيفية إصلاح هذه المُشكلة وذلك من خلال:
- قفل حساباتك البنكيّة: على الرغم من أن إغلاق حساباتك البنكيّة يُمكن أن يمنعك مؤقتًا من الوصول إلى أموالك، إلا أنه سيُساعدك على تجنُب المزيد من الخسائر.
- قُم بفتح بطاقة ائتمانية جديدة وحسابًا مصرفيًا جديدًا: سيمنحك الحساب الجديد مرونة أكبر في تقسيط الديون والإدخار.
- تحدث مع مستشارك المالي: من المُحتمل أن يكون المستشارون الماليون قد تعاملوا من قبل مع أشخاصٍ وقعّوا في نفس المشكلة وقد يكون لديهم مشورة مفيدة لك بشأن الإجراءات التي يجب عليك إتخاذها.
إذا كنت مرتبطًا ماليًا بشخصٍ يُعاني من إدمانٍ على القمار، فمن المُهم أن تتأكد من أنه غير قادر على الوصول إلى الموارد المالية المشتركة بينكما وعليك أن تُجبره على التراجع عن أي إجراءات وظيفيّة قد تؤذي مصالحك ومصالحه إن لزم الأمر. ففي هذه الأثناء، يجب أن يكون التحكم في الضرر أولوية قصوى.
كيف يُمكنني تحديد إذا كان أحد أصدقائي يُعاني من إدمان القمار؟
إحدى مشاكل إدمان القمار هو أنه أمر لا يُمكن مُلاحظته بسهولة ويحتاج إلى وقتٍ طويلٍ ومُراقبة لصيقة لاكتشافه. فقد يزور أحد أصدقائك كازينو كل أسبوع وقد تعتقد بأنه يقوم بذلك بغيّة الترفيه عن النفس وبأنه قادر على التحكم بأمواله جيدًا واتباع قواعد التوفير.
على عكس أنواع الإدمان الأخرى، لا توجد أعراض فسيولوجية أو سيكولوجية حاسمة يُمكنك مُلاحظتها على مُدمني القمار، لذلك فإن الكازينوهات التقليدية وكازينوهات الإنترنت تعتمد على شعور اللاعب تجاه نفسه؛ فإذا شعر بأنه يُقامر مُرغمًا وبأنه يخسر الكثير من الأموال ويلعب لأوقاتٍ طويلة وفي نهاية جلساته يشعر بتأنيب الضمير والرغبة في عدم العودة مُجددًا فإنه حينئذٍ عليه أن يُخبر الكازينو ليمنعه من اللعب ويُقدِّم له المُساعدة. يصف علماء النفس إدمان القمار بأنه حالة من “الحاجة الإلزامية” والتي يشعر الإنسان بأنه مُرغم على فعلها رُغم العواقب الضارّة لها أو حتى الرغبة الداخلية في التوقف. حيث يكون لدى المُقامرين شعورًا بأنهم دائمًا على بُعد يدًا واحدة من قلب الأمور وتحقيق الفوز الكبير.
خلاصة المقال: تحسين إدارة الأموال الشخصية!
من المؤكد أن عملية التعافي من أي إدمان ليست بالعملية السهلة خاصةً إذا كان ذلك الشخص لا يعترف من الأساس بأنه مُدمنًا أو بأنه “لا يُمكن أن يكون مدمنًا في يومٍ من الأيام”! ومع ذلك فإن تجنب الأضرار التي يُمكن أن تحدث مُستقبلًا يستحق منك بذل الجهد. قم بإتخاذ الوقت الكافي لوضع إستراتيجيات مالية التي تُحسن في إدارة الأموال الشخصية!