تختلف عملية الاستثمار في العملة الرقمية بيتكوين عن تلك العملات المعدنية أو التقليدية التي يتم التحكم بها من خلال المؤسسات المالية والبنوك المركزية التي غالبًا ما تتدخل الحكومات في معاملاتها المالية، وعلى نحو مماثل، فإن عملية شراء البيتكوين، تختلف تمامًا عن شراء السندات أو الأسهم، ولكن لماذا؟
البيتكوين لا يعتبر شركة معينة قائمة بنفسها، وبالتالي، ليس هناك أي ميزانية مالية عمومية للشركات أو لنموذج (Ks-10) لمراجعته. فشراء سهم من شركة ما قد يمنحك ملكية، أما شراء البيتكوين، يمنحك الملكية لعدد العملات الرقمية التي قمت بشراءها.
البيتكوين لا يتم إصداره أو تنظيمه من قبل أي حكومة مركزية، لذا لا تخضع إلى أي رقابة للسياسات الحكومية النقدية، إضافة إلى ذلك، فإن سعر العملة الرقمية يتأثر وبشكل كبير باتجاهات العرض والطلب في الأسواق على تلك العملة ومدى وفرتها في السوق، إضافة إلى العملات الأخرى المنافسة.
الجدير بالذكر، أن هناك عدد محدد فقط من عملات البيتكوين في السوق، ومن المرجح أن سك القطع النهائية من العملة في مطلع عام 2139- 2140.
ما الذي يحدد سعر العملة الرقمية (بيتكوين)؟
على النقيض تمامًا من الاستثمار في العملات التقليدية، لا يتم أبدًا إصدار عملة البيتكوين من قبل المؤسسات والبنوك المركزية التي تدعمها الحكومات، لذلك نجد أن السياسيات النقدية، كمعدلات التضخم، والنمو الاقتصادي، وغيرها لا تؤثر على سقف القيمة السعرية لعملة البيتكوين، ولكن هناك مجموعة من العوامل تؤثر في قيمة العملة، ومنها ما يلي:
- العرض والطب على عملة البيتكوين في السوق المالي
- القيمة السعرية للعملة بعد عمليات التعدين
- قيمة المكافآت الصادرة من قبل عمال المناجم من أجل التحقق من المعاملات عبر تقنية البلوكتشين.
- عدد العملات الرقمية المنافسة لعملة البيتكوين
- القوانين والتشريعات التي تحكم بيع واستخدام العملة
- حالة إدارة العملة الرقمية الداخلية
- التطورات الاقتصادية والتغريدات على وسائل التواصل الاجتماعي
العرض
يلعب العرض دورًا هامًا في تحديد قيمة الأصول، ومن المحتمل أن تحمل الأصول النادرة أسعارًا عالية جدًا، على عكس الأصول المتوفرة بشكل كبير في الأسواق، فغالبًا ما تكون أسعارها منخفضة.
لقد انخفضت إمدادات أصول البيتكوين منذ بزوغ فجرها، حيث يعمل برتوكول عملة بيتكوين المشفرة على إنشاء عملات رقمية جديدة وبسعر ثابت، وقد صمم هذا البرتوكول من أجل جعل عملية إنشاء العملات الرقمية بطئ مع مرور الوقت، وبناءً على ذلك، تباطأ المعروض من عملة البيتكوين من 6.9 بالمائة في 2016 إلى 4.4 بالمائة في 2017، وصولًا لـ 4% في 2018، الجدير بالذكر هنا، تشير هذه الأرقام إلى خفض قيمة عملة البيتكوين إلى النصف، وتحدث هذه العملية كل 4 سنوات، مع وجود بعض العثرات الكبيرة في أسعار العملة، لأن ذلك يدلل على أن إمدادات العملة الرقمية قد باشرت بالانخفاض.
الطلب
على الرغم أن عملة البيتكوين لم تجد خدمة التبادل كوسيلة، إلا أنها عملت على جذب انتباه المستثمرين بالتجزئة، ويتغير مكان الطلب على عملة البيتكوين وفقًا للاعتبارات الاقتصادية والجيوسياسية، فمثلًا، من المحتمل أن يكون المواطنين الصينيين قد استخدموا العملة الرقمية المشفرة من أجل التحايل على لوائح رأس المال في العام الماضي.
غدت عملة البيتكوين جدًا شائعة في العديد من البلدان ذات التضخم العالِ والعملات ذات القيمة المخفضة، كدولة فنزويلا، وتحتل العملة رواجًا كبيرًا بين المجرمين الذي يستخدمونها من أجل تحويل مبالغ كبيرة من الأموال للأنشطة غير المشروعة، لذلك فقد ارتفع طلب المستثمرين على العملة الرقمية أيضًا مع زيادة التغطية الإعلامية، وهذ يفسر انكماش العرض الذي اقترن مع الطلب المرتفع.
تكلفة الإنتاج
تكلفة الإنتاج تلعب دورًا هامًا أيضًا في تحديد سعر العملة الرقمية، تمامًا كما هو الحال مع السلع الأخرى، وبحسب الإحصائيات، نجد أن سعر عملة البيتكوين في الأسواق الرقمية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بتكلفة الهامش الإنتاجي.
بالنسبة لعملة البيتكوين، يمكن حساب تكلفة إنتاجها من خلال جمع التكاليف الثابتة المباشرة للبنية التحتية، والطاقة المطلوبة من أجل استخراج العملة الرقمية، إضافة إلى تكلفة غير مباشرة مرتبطة بمستوى صعوبة خوارزمية العملة، وحل هذه الإشكالية يتطلب قوة معالجة كبيرة جدًا، بدءً من السيولة النقدية، وإنفاق الأموال على آلات التعدين، وصولًا إلى تقليل تكاليف الطاقة التي وصلت تقريبًا إلى ما بين 90-95 بالمائة من التكاليف الإجمالية.
المنافسة
رغم أن عملة البيتكوين لها شعبية كبيرة جدًا، إلا هناك العديد من الرموز تتنافس على دولارات الاستثمار المشفرة، فبدءً من عام 2021، تهيمن عملة البيتكوين على عمليات التداول في سوق العملات الرقمية، ولكن مع مرور الوقت، انخفضت هيمنتها، حيث شكلت العملة في عام 2017 حوالي 80% من القيمة السوقية الإجمالية لأسواق العملات الرقمية، ومع حلول عام 2021، قلت حصة العملة إلى أقل من 50 بالمائة.
يكمن السبب الرئيسي وراء ذلك إلى زيادة الوعي وقدرة العملات الرقمية البديلة، فمثلًا نجد أن الإيثريوم أصبح منافس شرس للبيتكوين بسب وجود خاصية “DeFi“.
التطورات التنظيمية
تم طرح عملة البيتكوين الرقمية في أعقاب وجود أزمة مالية لتخفيف اللوائح في الأسواق المالية، ولا تزال العملات الرقمية غير منظمة، وقد حصدت سمعة جيدة لنظامها البيئي الخالِ من التنظيم والحدود.
افتقار العملة الرقمية للوضع التنظيمي له العديد من الفوائد والعيوب، فغياب عامل التنظيم قد يساعد في استخدامها بحرية عبر الحدود دون الخضوع لأي ضوابط تفرضها الحكومة، ومن ناحية أخرى، استخدام البيتكوين والتجارة قد يؤدي في إصدار عواقب جنائية في كافة أنحاء الولايات القضائية المالية، فكلما رفع الحكومات من عملية دمج البيتكوين في اقتصادها وسوقها المالي، كلما زادت الفرصة الآن تصبح أصولها مشروعة للاستثمار.
التطورات الإخبارية
النظام البيئي الجديد لعملة البيتكوين، يشير إلى أن التطورات الإخبارية تحمل تأثير مباشر على السعر، وقد تكون تلك التطورات لها أنواع مختلفة، ويمكن للأخبار التنظيمية تحريك اتجاهات أسعار العملة الرقمية المشفرة، فمثلًا، قد ساهم تفرع العملة من تقنية البلوكتشين إلى ظهور “بيتكوين كاش” في عام 2017، وقد أدى ذلك لتقلب الأسعار.
ما هو سعر البيتكوين الواحد؟
يتأثر سعر البيتكوين بناءً على عدة عوامل، كالطلب والعرض والمنافسة والتنظيم والتطور الإخباري، وزيادة وعي المستثمرين للعملة الرقمية.
هل سنشهد ارتفاع لسعر البيتكوين؟
في حال زاد الطلب والعرض على العملة الرقمية، فبالتالي سيرتفع سكر البيتكوين الواحد، إضافة إلى أن ارتفاع شعبية العملة لتصبح كأداة لمعاملات البيع بالتجزئة، سوف يؤدي إلى زيادة سعرها وفائدتها.
