لا أحد يستطيع أن ينكر الانتشار الكبير جداً الذي تمكنت العملات الرقمية في الآونة الأخيرة من تحقيقه، كطريقه للتغلب على الأزمة المالية بعد عام ٢٠٠٨ بالتحديد، بالإضافة إلى إمكانيه تأثيره الإيجابي في الاقتصاد بشكل عام بفضل دخول التكنولوجيا الحديثه فيه. فقد اخترع (ساتوشي ناكاموتو) نظام البلوكشين (وهو النظام الذي تقوم على فكرته العملات الرقمية) الذي أعتبر بعدها إنه ثوره تكنولوجيه عظيمة جدا، وذلك لما يتميز به مميزات عديدة والتي منها:
- شفافية تامه والدقة في معرفة كل المعلومات عن عمليات التحويلات الاقتصادية بين الناس.
- كما أن هذه العملية تتم في وقت قياسي لا أكثر من بضعة دقائق أو ثواني وبتكاليف أقل (على عكس النظم البنكية والمعاملات العادية التي تستغرق بضعة أيام وبتكاليف أعلى جدا)
إلى جانب هذه المميزات يضاف أن فك هذه الشفرات للمعاملات التحويلية وتكرار التحويلات أو أي محاولات نصب واحتيال تبدو من المستحيل حدوثها.
بيع العملة الرقمية ليبرا على حسابات مزيفة
لكن على الرغم من ذلك ظهرت بعض العيوب لهذه العملات الرقمية أو يمكننا تسميتها نقطة ضعف في نظام البلوكشين وذلك نظراً لطبيعة البلوكشين والتي تتميز بأنها عمليه لا مركزية ولا يوجد جهة معينه مختصة بإنتاجها، ولا نظام موحد على مستوى العالم أو قانون يحكم إنتاج وبيع وانتشار هذه العملات، نتيجة لهذا لم تسلم شركة فيسبوك من محاولات المحتالين الذين استغلوا شعارات فيسبوك أو صور عملة Libra وصور مارك زوكربيرج الذين قاموا بعملية نصب متكاملة الأركان قاموا من خلالها بخداع مجموعة ضخمة من الأشخاص بعج أن أدعوا أنهم مراكز رسميه لبيع عملة ليبرا بسعر أقل وتنظيم العديد من الصفحات المزيفة ومواقع الويب التي تخدع ملايين من متابعيها مثل موقع buylibracoin وتتضمن عدة روابط مزيفه لشراء عملة ليبرا.
قد صدر في تقرير صحيفة واشنطن تايم أنه تم اكتشاف العديد من الحسابات والمجموعات المزيفة يديرها مجموعة من المحتالين يدعون بيع عملة ليبرا بسعر َمخفض مما ينقل الزائرين إلى مواقع مزيفه وخادعه (مواقع الأطراف الثالثة) والتي يتم من خلالها سحب الأموال من الأشخاص الواهمين أنهم بالفعل في طريقهم لامتلاك عملة إلكترونية قوية، لكن الواقع المؤسف أنهم يرمون أموالهم في لا شيء على الأطلاق. لقد وقع الألاف من الأشخاص في هذه الخدع، وذلك بسبب الاحترافية الشديدة التي تمتع بها هؤلاء المحتالون، بداية من استخدام مجموعات (groups) تابعة لشركة فيسبوك، مورواً بقيامهم بتصميم موقع متميز لا تشعر عليه أن مثل هذه المواقع قد تكون نصابة أو أنها غير جدية أو أي شيء من هذا القبيل، فالتصميم والألوان والبرمجة وكل شيء تقريباً يظهر وكأنه حقيقة لا شك فيه.
إجراءات شركة فيسبوك حيال تزييف حسابات عملة ليبرا
تمكن بعض المستخدمين الأذكياء من كشف هذه المواقع المزيفة نتيجة لملاحظتهم بعض الأخطاء التي وقع فيها هؤلاء المحتالون، فقد لاحظوا بعد الأخطاء الإملائية الساذجة على سبيل المثال، والبعض الأخر اكتشف الخدعة قبل إتمام عملية الدفع مباشرة وذلك بفضل خبرتهم في الدفع أونلاين لسنوات؛ لكن يظل العدد الذي وقع في هذا الأمر هو العدد الأكبر ومن اكتشفوا تلك الخدع هم قلة قليلة جداً.
وفي كل الأحوال أصبح على موقع فيسبوك، إنستجرام وغيرها من الشركات المنضمة لها، أن تلتزم بتطبيق نظام قانوني صارم يؤدي إلى إنشاء عمله رقميه أكثر أمانا وأقل عيوبا وتطوير نظام كشف وإيقاف كل الصفحات والمجموعات المحتالة والمزيفة، وذلك لطمأنه الملايين مستخدميها أنها قادرة على مواجهة محاولات النصب عليها والتحكم في إصدار عملتها وضمان أن الشركة تتبع نهج حذر للغاية مع عدم إصدار أي منتج حتى يتم استيفاء المخاوف التنظيمية من قبل الولايات المتحدة.
الجدير بالذكر أن المشروع الأساسي لعملة الليبرا من المتوقع ظهوره على الساحة في عام 2020 وذلك بالتعاون مع مجموعة كبيرة من الشركات المعروفة مثل أوبر وماستر كارد وفيزا، فكما رود فيسبوك أن العملة الخاصة بفيسبوك سوف يكون لها مجموعة من المميزات والتي من ضمنها الآتي:
- أنها ستكون عمله مستقرة لا تفاوت مبالغ في قيمتها.
- يوجد رقابة علبها لأنها عمله مركزيه لها مؤسسه مسؤوله عنها ومتابعه لها بالتعاون مع الحكومات ومنظمات لذلك لا مجال لاستخدامها من قبل المجرمين.
- القبول العالمي واستخدامها بسهوله.
- القيام بعمليات التحويل في وقت سريع كرساله مبعوثه من خلال تطبيق على جهاز الهاتف الخاص بهم وبتكاليف قليله جداً.
في النهاية، وقع عدد ليس بقليل في عملية النصب هذه والتي قُدرت بمبالغ خيالية جناها المحتالين من عدد كبير من الأشخاص حول العالم، وعلى الناحية الأخرى تمكنت شركة فيسبوك من السيطرة على الوضع وغلق أي صفحات تروج لهذه العمليات، ونشرت ما يفيد بعدم صحة هذا الاستثمار المزيف. لكن يظل السؤال هو، هل ستلقى العملات الرقمية الحقيقية الخاصة بفيسبوك بقبول من قبل الناس والمستثمرين عند طرحها؟ أم سيكون هناك عدم ثقة في اسم فيسبوك فيما يتعلق بالعملات الرقمية؟ هذا السؤال قد تجيب عنه الأشهر القليلة القادمة.