تمكنت عملة البيتكوين من تحقيق رقمًا قياسيًا تاريخيًا بارتفاعها الأسبوع المنصرم، حيث تجاوز سعر عملاق العملات الرقمية المشفرة حاجز الـ 66 ألف دولار أمريكي، مسجلة بذلك مستوى تاريخي جديد في بورصة “وول ستريت”.
تشهد عملة البيتكوين ارتفاعات في قيمتها السوقية خلال الأيام القليلة الماضية، ويأتي ذلك بعدما أشارات عدة تقارير بأن قد تم إنشاء “صندوق لتداول العقود الآجلة” لعملة البيتكوين، في الولايات المتحدة.
يذكر بأن هذه هي المرة الأولى للعملة الرقمية لتجاوز حاجز الـ 60.000 دولار أمريكي منذ ستة شهور.
ووفقًا لما يراه المحللين الماليين وخبراء عمليات التداول بالعملات الرقمية المشفرة، فإن العقود الآجلة لعملة البيتكوين والتي شهدت ارتفاعًا كبيرًا في التعاملات المالية تجاوزت خط الـ 62.000 ألف دولار، ومن المرجح أن تستمر في الارتفاع طالما استمرت حالات التدفق النقدية.
بول تيودور جونز: العملات الرقمية وسيلة للتحوط
صرح المستثمر الملياردير “بول تيودور جونز” قائلًا بأن العملات الرقمية المشفرة هي الوسيلة الوحيدة للتحوط التي يحبذها من أجل التضخم على الذهب، كما وأكد بأن هناك خطة يتم العمل عليها للعملات الرقمية المشفرة والتي من الواضح أنها ستفوز في نهاية المطاف بالسباق ضد الذهب خلال الوقت الحالي، وأضاف، أن التحوط من التضخم في الوقت الحالي هو المفضل بالنسبة له على الذهب.
الإيثيريوم يسير على خطى البيتكوين
من الجلي أن صعود عملة البيتكوين يؤدي إلى صعود جميع العملات الرقمية الأخرى، وهبوطها يؤدي إلى هبوط العملات الرقمية الأخرى، وشهدت عملة الإيثيريوم إرتفاعًا بنسبة 7.5% ليتجاوز حاجز الـ 4 آلاف دولار، وتم تداول العملة الرقمية “إيثيريوم” والتي تعد ثاني أكبر عملة رقمية مشفرة تصل لحاجز 4104.6 دولار أمريكي، وبذلك تسجل العملة أعلى رقم لها منذ مايو الماضي.
كما وارتفع سعر مؤشر “Proshares Bitcion Strategy ETF” التابع لعقود “البيتكوين” الآجلة والمرتبط بشكل مباشر بأسعارها المستقبلية بمعدل 5% خلال اليوم الأول للتداول، والجدير بالذكر هنا، أن العديد من مستثمري عملة “البيتكوين” يرغبون في صندوق “ETF” الذي وافقت عليه هيئة الأوراق المالية بأن يتتبع الأسعار الفورية بدلًا من تتبع “صندوق العقود الآجلة”.
البيتكوين: توقعات باستمرار الارتفاع والوصول لحاجز 168 ألف دولار
يتوقع خبراء العملات الرقمية أن سعر عملة “البيتكوين” الرقمية المشفرة قد تصل إلى مستويات عالية جدًا لم يسبق لها الوصل إليها، ومن المرجح أن تصل لضعف المستوى الذي وصلت إليه.
يأتي هذا التوقع بعد عدة توقعات سابقة بتجاوز العملة الرقمية لحاجز الـ 100 ألف دولار خلال الأشهر القليلة المقبلة، كما وصرح باحثون في شركة “Fund Star” أن سعر عملة البيتكوين قد يتجاوز حاجز الـ 168 ألف دولار أمريكي في حال لم تكن هناك موجة مغايرة لتدفقات المستثمرين التي قد تنجذب لصندوق المؤشرات التي تم بدء التداول عليه في بورصة الولايات المتحدة.
ووفقًا لتوقعات الشركة، فإنه من المرجح أن توفر عقود عملة “البيتكوين” المستقبلية في صندوق المؤشرات الذي أعلنت عنه شركة “بروشير” تدفقات أعلى خلال العام المقبل مقارنة بصندوق المؤشرات “Invesco QQQ trust series 1 fund“، الذي تم إنشاءه في عام 2002، وصمم لتتبع مؤشر “ناسداك 100″، كما وترى الشركة أن الصندوق الجديد للعملة الرقمية، سيعمل على تمكين فئات متنوعة من الأفراد المستثمرين من أجل الاستثمار في العملة الرقمية المشفرة الحالية والمستقبلية.
الصندوق لم يلقى رواجًا كما كان متوقع
بحسب ما صرحت به قناة “CNBC“، أكدت على أن صندوق الاستثمار في الولايات المتحدة لم يعجب أحد من المستثمرين في سوق العملات الرقمية.
وصرح العضو المنتدب لمؤشرات “CoinDesk“، “جودي جونزبيرج”، قائلًا، أن توفير العديد من المنتجات أمرًا مدهش، ولكن حتمًا لن تكون هناك جدوى من الاستثمار في صناديق العقود الآجلة لعملة “البيتكوين”، عندما يكون بإمكان شراء الأصل من السوق بشكل فوري، وفقًا لما أشارت إليه القناة.
وأضاف جونزبيرج، قائلًا، أن صناديق الاستثمار ليست مثل الذهب الأسود “النفط” أو مثل المواشي، والتي يصعب على المستثمرين الحفاظ عليها ماديًا، فعلى الرغم من أن تكلفتها تساوي تكلفة النفط، إلا أنها شبيهة بالذهب الذي يسهل حمله.
ووفقًا لما أشارت إليه القناة، أكدت على أن الصندوق يعتبر معلمًا هامًا لإنتاج وصناعة العملات الرقمية المشفرة، التي ضغطت من أجل قبول العملات الرقمية المختلفة بشكل عام، وعملة البيتكوين بشكل خاص في “وول ستريت”.
تعد عملة البيتكوين أحد أشهر العملات الرقمية في السوق، ولكن لم تكن العملة الوحيدة التي لاقت رواجًا وشهرة كبيرة في الآونة الأخيرة، وبلغ عدد العملات الرقمية التي يتم تداولها عبر منصة “CoinMarketCap” حوالي 6656 عملة رقمية مشفرة، منها عملة البيتكوين وبعض من العملات الرقمية الأخرى التي اكتسبت شهرة واسعة في الآونة الأخيرة، كعملة “الإيثيريوم، والدجكوين، وعملة اللايتكوين، وعملة الريبل، وغيرها من العملات الرقمية الأخرى.
هل فعلا يمكن أن تستخدم العملة الرقمية “بيتكوين” كتحوط ضد التضخم؟
كثيرًا ما يستطرد أولئك الذي يؤيدون عملة البيتكوين أنها “تحوط ضد التضخم”، ويجادلون بأنها لن تتعرض لأي انهيارات اقتصادية في البنى التحتية، مقارنة بالمنتجات الأخرى، كالذهب والنفط.
بحسب ما صرح به “بومبليانو” لمجلة “Forbes“، أكد على أنه يجب التفكير مليًا في هيكل كل عملة في العالم بمفردها، ستجد أنها مضخمة وتقع تحت سيطرة الحكومات، ومن الجانب الأخر سترى بأن الحكومات توظف مجموعات صغيرة من الأفراد لإتخاذ قرارات حاسمة متعلقة بكل ما يحدث للعملة الرقمية، هذا وأعتبر أن قلة إمدادات العملة الرقمية “بيتكوين” يعتبر أكبر عامل أمان لها لحماية قوتها الشرائية في الوقت الحالي.
وبحسب ما صرح به الملياردير الأمريكي “مارك كوبان” لمجلة “Forbes“، أكد على هناك فئة كبيرة من الأفراد يحبون العملة الرقمية “بيتكوين”، ويتظاهرون بأنها تحوط ضد التضخم والانهيارات وما إلى ذلك، ولكن في الحقيقة أنها ليست كذلك، وأضاف أن البلدان ستعمل على سن قوانين جديدة لحماية عملاتها الرقمية من أجل الاستمرار في فرض الضرائب، وأشار أنه كلما زاد أعداد الأشخاص الذين يرون أن العملة الرقمية “بيتكوين” ما هي إلا مجرد مخزن للقيمة، كلما زاد تدخل الخطر من تدخل الحكومات في العملة الرقمية.
بالنسبة للإطار الزمني للعملة الرقمية من وقت الشراء والحفاظ عليها أو بيعها، فهي تمامًا تشبه الذهب، ولكن فيما يتعلق بأنها وسيلة للتحوط ضد التضخم، فليس هناك أي شك في ذلك، بحسب ما صرح به ليدبيتر لمجلة “فوربس”.