تراجع قيمة البيتكوين وانخفاض ثقة المستهلكين
بعدما تراجعت قيمة أكبر عملة رقمية مشفرة في العالم إلى ما دون الـ 20 ألف دولار أمريكي، تفاعل المتداولين مع تقارير ثقة المستهلكين الأمريكيين، حيث أكدت الأرقام التي صدرت عن كونفرس بورد تراجع في مؤشرها من 103.2 في شهر مايو الماضي إلى نقطة 98.7 في شهر يونيو، وذلك بسبب سوء التوقعات المتعلقة بالنمو الاقتصادي.
كما أن مخاوف المتداولين أدت إلى تصفية عدد كبير من المراكز في العملات الرقمية المشفرة، بحسب ما أظهرت الأرقام في الأسواق المالية العالمية، حيث تراجع زوج الـUSD مقابل البيتكوين إلى أدنى مستوى وصولًا لنقطة 19.937.78 دولار أمريكي، ويعتبر هذا الرقم هو أدنى مستوى تصل له عملة البيتكوين خلال أسبوع واحد تقريبًا، وبحسب الأرقام التي أظهرتها أرقام البورصات المالية العالمية.
والجدير بالذكر أن تراجع الأسعار الآن قد تجلى في 4 جلسات متتالية، ومن المرجح أن الدببة تستهدف دعم السعر النهائي عند نقطة 18.850 دولار أمريكي، رغم تتبعه في الوقت الحالي عند نقطة 31.50، إلا أن مؤشر القوة النسبية لفترة أسبوعين يسعى لاستعادة الأرضية الخاصة به عند نقطة 30، وفي حال حدوث ذلك، فإنه من المرجح أن تتراجع قيمة البيتكوين إلى ما دون الـ 19 ألف دولار أمريكي.
تراجع الإيثريوم
تراجعت قيمة الإيثيريوم وانخفضت قيمة الرمز السوقية بنسبة 10 بالمائة في جلسة التداول اليوم، فبعد جلسة متقلبة يوم أمس الثلاثاء، نجح زوج العملات USDمقابل الإيثيريوم بالبقاء فوق نقطة الـ 1200 دولار أمريكي، وقد سجل هذا الاختراق في جلسة اليوم.
وقد تراجعت قيمة الإيثيريوم حتى الآن إلى أدنى مستوى لها خلال الـ 24 ساعة الماضية وصولًا لنقطة 1.111.20 دولار أمريكي، وبزيادة أكثر من 100 دولار تحت نقطة ذروة أمس عند 1.229.74 دولار أمريكي.
من الواضح أن الإيثيريوم مثل البيتكوين كلاهما يتجه نحو أرضية خاصة به عند اقتراب الدببة من النقطة 1050 دولار أمريكي.
ووفقًا لعمليات البيع، انخفض زوج الـ USD مقابل الإيثيريوم إلى أدنى مستوى دعم الأخير عند نقطة 35.85 دولار أمريكي، وهذا يدلل على أن الدببة ينتظرون قبل بداية الدخول للسوق مرة أخرى، وفي حال استمرار المنحني بالهبوط، فإنه من المرجح أن قوة السعر تتراجع إلى ما دون النقطة 30، الأمر الذي قد يسجل انخفاضًا في قيمة الإيثيريوم إلى ما دون الـ 1000 دولار أمريكي.
هل تدمر عملة التيثر سوق العملات الرقمية المشفرة؟
تشهد أسواق العملات الرقمية انهيارًا في القيمة السوقية وتراجع إلى أدنى مستوى لها منذ فترة طويلة، حيث خسرت التيثر قيمتها خلال أيام قليلة، ويعيش المستثمرين في الوقت الحالي حالة من الإفلاس والخراب المالي بعدما قام بنك تشفير عمليات السحب بإيقاف خدماته، وفي الوقت الحالي، نجد أن صناعة العملات الرقمية تتصارع في فقاعة سوداء غير معروف مصيرها بعد.
وفقًا لتقرير انتشر عبر صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أكد على أن هناك حالة من القلق بشأن الثغرات الأمنية في أسواق العملات الرقمية سببها شركة تيثر التي تعتبر جزءًا لا يتجزأ من تداولات العملات الرقمية في جميع بقاع المعمورة، كما وتراجع التيثر في الوقت الحالي ضغوطات كبيرة من قبل المستثمرين والاقتصاديين بعدما كانت أحد أكبر الشركات التي تخضع لعمليات تدقيق في هذا المجال، ويعتقد المحللين بأن انهيار عملية التيثر قد يؤدي إلى تراجع كبير في سوق العملات الرقمية المشفرة.
أما بالنسبة للخبيرة المالية في الجامعة الأمريكية، هيلاري ألين، فهي ترى بأن التيثر شريان الحياة بالنسبة للنظام البيئي للعملات الرقمية المشفرة، وفي حال انهيار الشركة، فإن جميع العملات الرقمية سترى نفس المصير.
هل التيثر عملة مستقرة؟
وفقًا للتقرير، فإن عملة التيثر هي المصدر المتحكم بالعملات المستقرة، وهي نوع من العملات الرقمية المشفرة المرتبطة بأصل ثابت، كالدولار الأمريكي، وتختلف عن العملات الرقمية التقليدية المشفرة، كعملة البيتكوين و الإيثيريوم ذات القيمة المتقلبة من حين لآخر، وعلى النقيض تمامًا، فإن العملات المستقرة تحافظ على سعرها وقيمتها بقدر1 دولار، فضلًا عن ارتباطها باحتياطي كبير من الأموال والهندسة المالية، وتتيح لمتداولين العملات الرقمية بإجراء المعاملات المالية الآمنة القابلة للتوقعات دون الحاجة للاعتماد على الوسطاء أو المؤسسات المالية أو أطراف أخرى، وتبلغ قيمة عملة التيثير في الوقت الحالي 0.999 دولار أمريكي.
هل التيثر مدعومة بالأصول الأخرى؟
ترتبط عملة التيثر بالأصول التقليدية الأخرى، لذلك نستنتج بأن أحتياطي التيثر أمرًا ضروري للحفاظ على تذبذب أسواق العملات الرقمية، ونظريًا، يستطيع أي شخص أن يقوم باستبدال رصيدة من عملة التيثر المستقلة بعملة الدولار الأمريكي بكل سهولة، أما بالنسبة للبيانات المالية للشركة فهي توضح أن جزء كبير من احتياطي التيثر مرتبط بما يعرف بالأوراق التجارية وهي عبارة عن ديون شركات غير مضمونة.
العوامل التي تتحكم في أسعار البيتكوين
يعيش المستثمرين حالة من المشاعر المختلطة حول نظام الاستثمار في العملات الرقمية، فمنهم من هم متفائلين بعودتها إلى ما كانت عليه قبل عامين، ومنهم من ينتابه الخوف والقلق، والجدير بالذكر أن هناك عدة عوامل تتحكم في سعر عملة البيتكوين، أبرزها عاملان أساسيان، وهم:
· التغطية الإعلامية
تعد التغطية الإعلامية الإيجابية أحد أهم وأبرز العوامل التي تساهم في رفع أسعار العملات الرقمية، حيث تلعب التغطيات الإعلامية بشكل إيجابي من خلال تكريس الوسائل التكنولوجية الجديدة دورًا بارزًا في التحكم بأسعار البيتكوين، فكلما كانت هناك مبالغة إعلامية تجاهها، كلما زاد إقبال المستثمرين على العملة، وبعد ذلك تنخفض قيمة العملة بشكل حاد.
بدى ذلك جليًا في الأيام الأولى للعملة، فمع تقارير وسائل الإعلام الإيجابية حول عملة البيتكوين في أيامها الأولى، ارتفعت قيمتها إلى مستويات عالية جدًا لفترة قصيرة، ومن ثم انهارت قيمتها السوقية.
· الأزمات والمخاطر السياسية
قد تؤثر الأزمات والمخاطر السياسية على سوق العملات الوطنية والرقمية، حيث يلجأ العديد من المستثمرين إلى استخدام العملة كإجراء وقائي خوفًا من حدوث تقلبات في سعر العملات المعدنية، أو لحاجتهم إلى تحويل كميات كبيرة من الأموال من عملة لأخرى أو من بلد لبلد أخر.
