بعد سلسلة تجارب فاشلة في مجال الأعمال التجارية وصناعة السينما، انتقل الأخوين “ريتشارد وموريس ماكدونالد” نحو الصناعة الغذائية ليفتتحا سويًا أول مطعم صغير لهما، وبعدما أثبتوا نجاحهم في هذا المجال وعملوا جاهدين لتطوير صنيعهم والتخطيط لجني المزيد من الأموال، وصل حجم المبيعات إلى حوالي ربع مليون دولار في العام الواحد.
بعدما تحقيق نجاحًا باهرًا في مجال صناعة الوجبات السريعة لفترة من الزمن، بادر “راي كروك” أحد موردي خلطات الطعام الشهيرة للأخوين لزيارة المطعم، أصيب بالدهشة من لما رآه أمام عينه، ليترك وظيفته ويشغل منصب وكيل مبيعات شركة “ماكدونالدز”.
في عام 1955، سرعان ما تم افتتاح عدة مطاعم في معظم أنحاء الولايات المتحدة، وبعد عشر سنوات، تم افتتاح فروع أخرى للشركة خارج حدود الولايات المتحدة، وفي عام 1971، بلغ عدد مطاعم الشركة في اليابان وحدها أكثر من 2000 مطعم.
إيرادات شركة “ماكدونالدز”
بلغت إيرادات سلسلة مطاعم شركة “ماكدونالدز” في عام 2020، حوالي 19.2 مليار دولار أمريكي، وبالحديث عن أعلى إيرادات على مستوى المناطق، حققت الولايات المتحدة أعلى نسبة، بمعدل 7.6 مليار دولار، ومع التكيف العالمي مع جائحة كورونا، فقد ساعد ذلك في نمو أرباح الشركة سنويًا بنسبة 12.04 بالمائة، وبلغ إجمالي الإيرادات في مطلع العام الحالي حوالي 21 مليار دولار.
أما فيما يتعلق بأرباح أسهم الشركة في شهر يونيو لعام 2021، فكان معدل زيادة الأرباح يصل لـ 353.8% سنويًا، ويبلغ حينها سعر السهم الواحد 2.94 دولار، مقارنة بنفس الفترة للعام السابق، فكان سعر السهم الواحد يساوي 6.32 دولار، وسجل انخفاض كبير في معدل الأرباح السنوية للشركة بنسبة 19.9 بالمائة.
الجدير بالذكر هنا، أن سهم الشركة يتخذ منحى تصاعدي منذ بداية العام الحالي حتى وقتنا هذا، لاسيما أن الشركة تمتلك أعلى معدل ربحي ومكاسب مالية مستدامة، ليس فقط على المدى القصير بل على المدى الطويل، إضافة لقوانينها وقواعدها الصارمة، ففي عام 2019، انخفضت قيمة أسهم الشركة بشكل كبير وذلك لإنهاء عقد رئيسها التنفيذي بعد مخالفته لقوانين الشركة.
وعلى الرغم من نقاط قوة أسهم الشركة، إلا معدلات التصحيح أمرًا واقعيًا خاصة للمؤشرات العالمية والأمريكية، فضلًا عن أن وجود حالات تراجع في ذروات الشراء الفنية، إضافة للمخاوف المترتبة لتغير عادات الأكل والبحث عن الأطعمة الصحية.
ماكدونالدز…تدخل عالم الـNFT
في الذكرى الـ40 لتأسيس ساندويتش الشركة الخاص المسمى “ماكريب”، قامت الشركة بإنشاء عدد معين من الـ “رموز غير قابلة للاستبدال” (NFT).
بحسب التغريدة التي نشرتها الشركة في الأول من شهر نوفمبر، أصبحت أحدث شركة عملاقة تدخل عالم الرموز غير القابلة للاستبدال “NFT“، على وجبتها الخاصة “McRib“، والتي يمكن لأي شخص أن يفوز بها، وكل ما يجب فعله هو عمل “Re-tweet” للإعلان.
كما وحددت الشركة البنود الخاصة بالمسابقة، قائلة أن عمليات الشراء لن تزيد من احتمالية فوز المشاركين في “NFT“، كما وحددت أن الفائزين بحاجة لامتلاك محافظ تشفير لتلقى “الرموز غير القابلة للاستبدال” الخاصة بهم، ووفقًا لمعايير المسابقة، فإنها مخصصة لـ 18 مستخدم فقط.
ما لا تعرفه عن المسابقة
وفقًا للمعايير الرئيسية التي نشرتها الشركة لمسابقة “رموز غير قابلة للاستبدال” لوجبة “ماكريب”، وضحت الشركة في إعلانها عن شروط التأهل للمسابقة، كما وأشارت إلى أن عدد الفائزين قد يصل لأكثر من 10، ويوجد 3 بدلاء لكل جائزة، وحفاظًا على الشفافية، فسوف يتم إجراء قرعة لمعرفة الفائزين من المجموعات المدخلة والمؤهلة للفوز بالمسابقة بشكل عشوائي.
سيتم إجراء القرعة في الحادي عشر من شهر نوفمبر الحالي لعام 2021، وسيتم إرسال رسالة عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” بشكل مباشر للفائزين أو من خلال رسائل عامة بعد يوم واحد من إجراء القرعة، في حال وجدت الشركة صعوبة في الاتصال بالفائزين شخصيًا.
أما فيما يتعلق بالجوائز التي سيحصل عليها الفائزين، سيتحصل على “NFT” بعنوان “ماكريب” ويشمل ذلك صورة للوجبة الشهيرة “ماكريب”، وفقًا لما يحدده راعي المسابقة، وبناءً عليه فإن كل رمز غير قابل للاستبدال يضم “ARV“، وتبلغ قيمته حوالي (20) دولار أمريكي، وقد تتغير قيمته بشكل كبير.
هل من المحتمل أن تتجه شركة “ماكدونالدز” إلى العالم الرقمي؟
وفقًا لبعض المصادر، فإن الشركة تخطط للانتقال للعالم الافتراضي شيئًا فشيئًا، حيث صرحت الشركة أنه بإمكان الجميع التقدم بطلبات للشركة للحصول على “NFT“، وبالإشارة للمسابقة التي أطلقتها الشركة في الأول من شهر نوفمبر، فإنه من المحتمل أن الشركة تخطط من أجل الدخول لعالم صناعة العملات الرقمية، وفي حال تم تطبيق هذه الخطط، فقد نشهد خلال الفترة القادمة إصدار الشركة لعملة رقمية خاصة بها.
وتجدر الإشارة إلى أن الشركة تعمل جاهدة لتعزيز تواصلها مع عملائها من حيث تلقى الدفعات أو استلام الطلبات وإرسالها رقميًا وذلك بهدف نقل مستوى خدماتها من العالم الحالي للعالم الافتراضي ومواكبة الحداثة والتقدم.
هل من المفيد شراء اسهم ماكدونالدز؟
من المسلم به أن الشركة الرائدة في صناعة الوجبات السريعة تحقق مبالغ أرباح قياسية وهي ما زالت مزدهرة ومستمرة في تحقيق المزيد والمزيد من المكاسب السنوية.
تختلف شركة “ماكدونالدز” عن شركات الطعام الأخرى، كشركة “برجر كينج” أو “كنتاكي” والذين يعتبرون من أقوى الشركات المنافسة، ولكن ما تحققه “ماكدونالدز” من ابتكارات جديدة قد يجعلها الشركة الأفضل لاستثمار أسهمها.
لماذا يجب الاستثمار في شركة عملاق الوجبات السريعة “ماكدونالدز”؟
تتمتع الشركة بالعديد من نقاط القوة وتعتبر من أكثر الشركات استقطابًا للعملاء والمستثمرين في جميع أنحاء العالم، لعدة أسباب، منها:
نمو أعمال الشركة بشكل سريع وبوتيرة عالية
تعتبر شركة “ماكدونالدز” من الشركات العملاقة العالمية، وتنوع بيئاتها وثقافتها جعلها مميزة عن غيرها، وتمتد فروع الشركة في معظم أنحاء العالم تقريبًا، فضلًا عن قابليتها للتغير السريع، وتعزيز علاقاتها مع العملاء وفقًا لما يقتضيه الواقع.
الاتجاه نحو العالم الافتراضي
بعد أن أطلقت الشركة في الأول من شهر نوفمبر مسابقة “رموز غير القابلة للاستبدال” على ساندوش “كريب” الخاص بها، من المحتمل أن تنتقل أعمالها تدريجيًا للعالم الرقمي.
خطط الأكشاك
لكي تحد الشركة من الأجور ودفع امتيازات ومستحقات العاملين لديها، عملت الشركة على إطلاق عدد من الأكشاك في العديد من المناطق للمساعدة في زيادة دخل الشركة وتقليل العمالة وتكاليفها الباهظة
دخل أكثر = ربح حصص أكثر
كلما زاد دخل الشركة العملاقة كلما زادت مكافآت المستثمرين وذلك من خلال الأرباح الاستثمارية التي تغذي السيولة النقدية للشركة، لتعزيز الاستثمار وتشجيع المستثمرين لشراء أسهمها.
