يُعتبر مؤشر (باربوليك سار) “Parabolic SAR”، أحد أهمّ أدوات التداول الأكثر شهرة واستخداماً، كما ويلعب المؤشر دوراً هاماً في عمليات قياس أسعار الأصول المالية بشكل محدد، فضلاً عن إمكانية ضبطه والتحكم به.
كثيراً ما يستخدم مؤشر (باربوليك سار) في أسواق التداول القوية، ويستخدمه المتداولين الذين يبحثون غالباً عن مؤشرات عالية الحساسية في جلسات التداول المختلفة، للتعرف أكثر على إشارات الشراء والبيع المتباينة لكل جلسة تداول يقومون بها، لذا سنتطرق في مقالنا هذا للحديث بشكل مفصل عن مفهوم (مؤشر باربوليك سار)، وطريقة عمله وحسابه، وكيفية ضبط إعداداته، فضلاً عن معرفة الإستراتيجية الأفضل والأكثر كفاءة في زيادة عمليات التداول. اعرف اكثر عن تداول المؤشرات من خلال دليل تداول المؤشرات على اراب فاينانشيال.
ما المقصود بمؤشر باربوليك سار؟
من المعروف أن مؤشر (باربوليك سار) هو مؤشر يحدد تماماً الوقت والسعر في عمليات التداول، ويستخدم من أجل تحديد اتجاه أسعار الأصول المالية للمتداولين، وتزويدهم بالمعلومات المناسبة لأفضل نقاط الدخول والخروج، ولا يقتصر عمل المؤشر فقط على هذه النقاط، بل يستخدم أيضاً في حالات حدوث تغييرات في اتجاهات أسعار الأصول المالية؛ لتحديد نقاط الانعكاس والوقف.
طوّر “Walles Wilder” مؤشر (باربوليك سار)، ويُشار إليه باللغة الإنجليزية إلى “Parabolic SAR”، وحتى لا تختلط عليك الأمور في دلالة كلمة “SAR”، فهي تُشير إلى (نظام الوقف والانعكاس) وتعني باللغة الإنجليزية “Stop And Reversal System”.
كل جميع شاشات ومخططات التداول، يوجد ما يُطلق عليه الشمعات السعرية، أي بمعنى أخر، قائمة الأصول المالية، وما يحيط بها من نقاط يُسمى بمؤشر (باربوليك سار)، ففي حال كان المؤشر يقع أعلى السعر أو الشمعات السعرية، فهذا يعني أن الاتجاه يأخذ المنحنى الهبوطي، وفي حال كان المؤشر يقع أسفل الشمعات السعر، فذلك يعني بأن الاتجاه يأخذ المنحنى الصعودي.
والجدير بالذكر هنا، أنه في كثير من الأحيان تكون إشارات التداول التي ترصدها أدوات التداول المستخدمة غير فعالة بما فيه الكفاية من أجل تأكيد احتمالات حركات الأسعار سواء كان ذلك صعوداً أو هبوطاً، لذا يُنصح بضرورة استخدام مؤشر “Parabolic Stop And Reversal”، إضافة لمؤشرات أخرى، ويعتبر مؤشر (باربوليك سار) من أكثر المؤشرات استخداماً وذلك لإندماجه مع مؤشرات هامة في عمليات التداول، مثل مؤشر (المتوسط المتحرك) ومؤشر (ستوكاستيك) ومؤشر (ADX).
وقبل أن نتعمق أكثر في الحديث عن إشارات الشراء والبيع الناجمة عن مؤشر (باربوليك سار)، علينا تسليط الضوء على مؤشر (SAR) والذي يعمل بشكل أساسي في الأسواق التي تتميز باتجاه الترند العام)، كما يجب على المتداولين أولاً تحديد اتجاه الترند، ومن ثم البدء بالتنقل للبدائل من أجل تحديد وقياس مدى قوته، ولكي تحسن استخدام أداة مؤشر (باربوليك سار)، عليك أولاً أن تعي تماماً طريقة عمل تلك الأداة.
طريقة عمل مؤشر (Parabolic SAR)؟
لكي تستخدم عزيز القارىء مؤشر “باربوليك سار” بطريقة فعالة، عليك بداية التعرف على أفضل إعدادات المؤشر والعمل على ضبطها وفقاً لخبراتك، ففي حال كنت من المتداولين المبتدئين، عليك استخدام قيم افتراضية ثابتة لعامل التسارع، ومن الأفضل أن تكون قيمة البداية (0.02)، وأن تكون القيمة النهائية (القصوى) (0.2)، أما بالنسبة للمتداولين أصحاب الباع الطويل والخبرة الكبيرة، فبإمكانهم تعديل تلك الإعدادات بما يتناسب مع أسلوب التداول الخاص بهم، أو وفقاً لبيانات الأصول المالية المتداولة.
وبالتأكيد هذا ليس كل شيء، فلا يقتصر الأمر فقط على ضبط إعدادات مؤشر (باربوليك سار)، بقدر ما يتطلب منك مراقبة إشارات الشراء والبيع عن قرب، ومن المنصوح به أن يتم العمل وفقاً لتلك الإشارات في حال كان هناك اتجاه واضح ومستقر، بعيداً عن العشوائية في الاتجاهات، أو عندما يتم دمج مؤشر “Parabolic SAR” مع عدد من المؤشرات الأخرى التي ذكرناها أنفاً من أجل تعزيز دقة الاتجاه، وتحديد دقة الإشارة، ولكن يبقى السؤال هنا، كيف يمكن الحصول على بيانات مؤشر (باربوليك سار)؟
كيف يمكن الحصول على بيانات مؤشر (باربوليك سار)؟
في حقيقة الأمر، ليس هناك معلومات محددة للدخول للبيانات الخاصة بأداة التداول الفنية (مؤشر باربوليك سار) حتى هذه اللحظة، لذا قرر المتداولين فرضاً أن هناك بيانات في الشريط الأول من السهل التغاضي عنها وعدم احتسابها، فضلاً عن أنها غير مرتبطة بالمعلومات السابقة، وعلى النقيض تماماً، يُمكن مراقبة المؤشر خلال فترة واحدة مسبقاً، بمعنى أخر، أن لكل أصل مالي (شمعة سعرية) لاحقة مرتبطة فيها، ويتم من خلال تحديد الاتجاه إما صعوداً أو هبوطاً، وذلك لا يمُكن أن يتم بطريقة عشوائية، بل من خلال الاعتماد على قيم الأصول المالية (الشمعات السعرية) السابقة، ووفقاً للقيم والصيغ المعطاة، يتم تحديد قيمة مؤشر (باربوليك سار)، ومن هنا نستنتج أن مؤشر (باربوليك سار) يستند بشكل كامل على على المعلومات السابقة المتعلقة بالشمعات السعرية، فمثلاً مؤشر (Parabolic Stop And Reversal” ليوم الغد يعتمد اعتماداً كلياً على بيانات اليوم.
مؤشر باربوليك سار وخط الاتجاه ( الترند)
كثيراً ما يتساءل المتداولين عن خط الاتجاه، فكما ذكرنا سابقاً أن خط الاتجاه يتغير عندما تتحول نقطة المؤشر، ففي حال صعدت نقطة المؤشر إلى فوق الشمعات السعرية، فهذا يعني أن الاتجاه يأخذ المنحنى الهبوطي، وفي حال كان الاتجاه في أعلى خط الشمعات السعرية ومن ثم انقلب لأسفلها، فهذا يعني أن الاتجاه المتوقع الحصول عليه هو اتجاه صعودي.
مؤشر (باربوليك سار): إيجابيات وسلبيات
تماماً كأي مؤشر آخر، فإن (Parabolic SAR)، لا يعتبر مؤشراً مثالياً، له عيوب وإيجابيات خاصة به، ومن إيجابياته ما يلي:
- يعتبر مؤشر (باربوليك سار) من أفضل الحلول المناسبة لمعرفة خطوط الاتجاه، خاصة عندما يندمج المؤشر مع مؤشر (ADX).
- يُعد من أكثر الأدوات المستخدمة في تمثيل قوة الاتجاه، فكلما اتسعت الفجوة، كلما كان الاتجاه أقوى، وعلى النقيض تماماً، كلما ضاقت الفجوة، كان الاتجاه أقل قوة.
- تعتبر أداة مؤشر (باربوليك سار) من أكثر الأدوات المستخدمة من قبل المتداولين، لمساعدتهم في تحديد الحركات العالية ذات الزخم المالي، ومساعدتهم في إغلاق الصفات الرابحة بسرعة لجني أرباح مؤكدة، وذلك بفضل حساسية الأداة.
وعلى الرغم من أن لمؤشر (باربوليك سار) مزايا عديدة، إلا أن هناك سلبيات لا يجب تجاهله، ومنها:
- من المحتمل أن يعطي المؤشر إشارات غير صحيحة، فمثلاً قد يعطي للمتداولين إشارات سابقة لأوانها، لذا يجب على المتداولين إنتظار التأكيدات أولاً قبل المخاطرة في الدخول بصفقات قد يخيم عليها الخسارة.
- أداة مؤشر (باربوليك سار) ليست فعالة في السوق الجانبي، بمعنى آخر، عندما يكون السوق عشوائي وغير ثابت (متقلب)، فمن المحتمل أن يزودك المؤشر بإشارات بيع أو شراء غير صحيحة.
- مؤشر (باربوليك سار) لوحده غير كافي، يجب أن يُدمج مع مؤشرات آخرى، سواء كانت متوسطة أو طويلة الأمد، كمؤشر (ADX)، أو مؤشر (ستوكاستيك).