يعيش العالم في الوقت الحالي حالة من الترقب والخوف في ظل الأزمة الروسية الأوكرانيا والحرب المحتملة فيما بينهم، حيث بدأت تظهر آثار حالة التوتر بين الطرفين في العديد من المجالات من ضمنها المجال المالي وأسواق الأسهم.
منذ فترة طويلة، لم تشهد الأسواق الأوروبية تراجعًا في أسعار الأسهم كما سجل اليوم من خسائر طائلة عند الافتتاح، ووفقًا للعديد من الخبراء، فإن السبب في ذلك هو وجود حالة غير مسبوقة من المشاعر السلبية لدى المستثمرين بشأن الحرب المحتملة بين كل من روسيا وأوكرانيا.
وفي السياق ذاته، أقرت الحكومة الروسية باستقلال المنطقتين الأوكرانيتين الانفصاليتين، وبناءً عليه تعهدت الولايات المتحدة وإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بفرض عقوبات قاسية ضد روسيا بسبب هذا القرار، كما وأدانت العديد من حكومات الدول الموالية للولايات المتحدة قرار الحكومة الروسية الأخير، كما وصرح ساجد جاويد، وزير الصحة البريطاني أن حكومة بلاده ستفرض مجموعة من العقوبات ضد موسكو كإجراء عقابي أولي، مؤكدًا على أن هذه الإجراءات لن تكون سوى مجرد تنبهات في البداية.
شركة إتش أس بي سي: تحقق عائد ضخمًا في الربع الرابع
بحسب ما كشفت عنه إحصائيات الشركات ونتائجها، صرحت شركة إتش أس بي سي اليوم بأنها تمكنت من تحقيق عائد كبير من الأرباح قبل الضرائب، ووفقًا للنتائج فإن معدل العائد بلغ حوالي 12.6 مليار دولار خلال الربع الرابع من العام المنصرم، ووفقًا للإحصائيات، فإن هذا العائد يمثل 3 أضعاف الأرباح التي حققتها الشركة في نفس الفترة قبل عامين، وفيما يتعلق بصافي أرباح البنك، فقد تجاوزت الأرباح حاجز الـ 1.7 دولار أمريكي، بينما كانت نتائج الربع الأخير لأرباح البنك حوالي 562 مليون دولار أمريكي، وعلى عكس نتائج العام الماضي، شهد معدل ربحية الأسهم المخففة انخفاضًا طفيفًا مقارنة بنتائج العام الماضي عند حاجز 09 دولار أمريكي.
وصرح رئيس الشركة التنفيذي قائلًا، بأن شركته قد حققت نتائج إيجابية بفضل الاستراتيجية المتبعة للعام الماضي، والتي بدورها ساهمت في تعزيز الأداء المالي بقوة، وحققت انتعاشة اقتصادية عالمية، وأكد أيضًا على أن كافة مناطق الشركة حققت أرباحًا ونموًا خلال الربع الرابع للعام المنصرم في معظم خطوط الأعمال.
الأسهم الأوروبية لهذا العام
تمامًا كما توقع العديد من الخبراء الاقتصادين حول تأثر الأزمة الروسية الأوكرانية على السوق المالي بشكل عام، وسوق الأسهم الأوروبية بشكل خاص، حيث شهد مؤشر داكس انخفاضًا ملحوظًا اليوم بنسبة 2.40 بالمائة عند حاجز 354 نقطة أثناء بداية الافتتاح، وكذلك الحال، تراجع مؤشر فوتسي 100 بنسبة لا تقل عن 1.20 بالمائة، كما وتراجعت قيمة سهم كاك 40 بنسبة 1.65 بالمائة وصولًا لنقطة 112، ولم يقتصر الأمر فقط على سوق الأسهم الأوروبية، بشكل شهدت عملة اليوور مقابل الدولار الأمريكي انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.17 بالمائة وصولًا لـ 1.12959 نقطة صباحًا عند نقطة الافتتاح، كما وشهدت عملة الجنيه انخفاضًا ملحوظًا بنسبة لا تتجاوز الـ 0.29 بالمائة وصولًا لـ 1.35628 دولار أمريكي لهذا اليوم.
وللمرة الرابعة على التوالي، شهد مؤشر ستوكس600 انخفاضًا ملحوظًا بنسبة 1.7 بالمائة عند جرس الافتتاح هذا اليوم، حيث وتبلغ نسبة الانخفاض حوالي 10 بالمائة مقارنة بأعلى مستوى له منذ الأول من شهر يناير الماضي، كما وشهد مؤشر FinancialTimes100 البريطاني انخفاضًا بنسبة 1.2 بالمائة صباح اليوم عند نقطة الافتتاح.
أعزى العديد من المحللين الاقتصادين السبب في حالة الهبوط بأسعار الأسهم هو حالة القلق والمخاوف التي تخيم على المستثمرين بسبب العقوبات الاقتصادية التي من المحتمل أن تفرضها الدول الأوروبية على روسيا التي بدورها بدأت فعليًا بالاستعداد لخوض حرب ضد أوكرانيا، ويتضح ذلك من خطوتها الأخيرة بنشر قواتها في شرقي أوكرانيا.
وفي السياق ذاته، سارع العديد من المستثمرين إلى الاستثمار في الأصول الآمنة كالاستثمار في السندات الحكومية، والذهب، ولكن يبقى السؤال هنا، هل من المحتمل أن تشهد الأصول الآمنة هبوطًا حادًا في ظل ما تعتزمه الولايات المتحدة وحلفائها من فرض عدة عقوبات قاسية على موسكو؟
في الحقيقة، يحاول بعض المستثمرين في الوقت الحالي الخروج بأقل الخسائر من السوق المالي، كما يحاول البعض الأخر المخاطرة والبحث عن أفضل الأسهم الأمريكية للاستثمار والمضاربة لزيادة معدل أرباحهم.
العملات الرقمية والأوروبية تتهاوى
لم تؤثر الأزمة والمخاوف التي يعيشها العالم من احتمالية الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية فقط على الأسواق المالية وسوق الأسهم الأوروبية، بل امتد تأثير ذلك على العملة الرقمية بيتكوين التي شهدت انخفاضًا سعري بنسبة 0.3 من قيمتها السوقية، ليستقر بذلك سعر وحدة البيتكوين عند حاجز 42.10 دولار أمريكي، ولكن ما الذي يحدد قيمة البيتكوين الواحد؟، كما وشهدت العملة الأوروبية الموحدة انخفاضًا طفيفًا في قيمتها أمام الدولار الأمريكي ليستقر بذلك سعرها عند نقطة 1.1312 دولار مقابل اليورو الواحد.
الأكثر تضررًا في السوق المالي
يتوقع العديد من المحللين الاقتصادين والخبراء الماليين أن أسهم شركات الغاز والنفط ستشهد ارتفاعًا كبيرًا قد تؤدي في النهاية إلى ارتفاع معدل التضخم، وبحسب ما أظهرته النتائج اليوم في السوق المالي الأوروبي، ارتفعت أسعار أسهم شركة الغاز والنفط بمعدل 0.7 بالمائة.
الجدير بالذكر أيضًا، أسهم شركات السيارات وأسهم البنوك كانت لها الحصة الأكبر في تراجع قيمة أسهمها بالترتيب بنسبة 2.7 و 3.1 بالمائة، كما وشهد سهم سوسيتيه جنرال، انخفاضًا غير مسبوق بنسبة تتجاوز حاجز 6.7 بالمائة ليستقر بذلك عند نقطة 33.4 يورو، أما فيما يتعلق بسهم بي إن بي باريبا، فقد شهد انخفاضًا في القيمة السوقية بنسبة 5.1 بالمائة ليستقر في ذلك عند نقطة 61.5 يورو، وكذلك الحال انخفضت قيمة سهم دويتشه بنك بنسبة تتجاول الـ 5.7 بالمائة ليستقر عند نقطة 13.5 يورو جنبًا إلى جنب مع سهم يونيكريديت الذي سجل إنخفاضًا بنسبة 5.7 بالمائة ليستقر بذلك عند النقطة 14.8 يورو.
أما فيما يتعلق بأسعار أسهم شركات السيارات، فقد شهدت القيمة السوقية تراجعًا كبيرًا، علمًا بأن هذه الأسهم تتأثر بشكل كبير في الحال الاقتصادي المعاش، حيث شهد سعر شركة رينو القوي انخفاضًا كبيرًا غير مسبوق بنسبة 5.5 بالمائة في البورصة الفرنسية ليستقر عند نقطة 33.9 يورو للسهم الواحد، أما فيما يتعلق بسعر سهم شركة بي إم دبليو، فقد تهاوى سعر السهم بنسبة 4.1 بالمائة مستقرًا عند نقطة 91.3 يورو في البورصة الأمريكية.
أسهم شركات الطيران تتهاوى في ظل الأزمة الروسية الأوكرانية
تهاوت أسعار أسهم شركات الطيران بشكل كبير في ظل ما يعيشه العالم من حالة ترقب وخوف من احتمال نشوب حرب ضروس بين روسيا وأوكرانيا، حيث شهدت القيمة السعرية لسهم مجموعة إير فرانس كي ال ام انخفاضًا غير مبسوق منذ فترة طويلة بنسبة 8.1 بالمائة ليستقر خلال اليوم عند نقطة 4.0 يورو، كما وقد تهاوت القيمة السعرية لسهم شركة الطيران تي يو أي الرائدة في قطاع السياحة بنسبة 6.4 بالمائة لتستقر عند نقطة 267.9 بنس في السوق المالي.